لماذا أطلقت "هواوي" أكبر مركز أمن سيبراني في العالم؟
لم يكن اختيار "هواوي" لمدينة دونغ غوان بهدف إقامة "مركز الشفافية العالمي للأمن السيبراني وحماية خصوصية المستخدم" خطوة عابرة. هذه المقاطعة التي تتموضع بين عواصم الصناعات الرقمية والمالية الصينية مثل شنزن وغوانغزو، وعلى مقربة من هونغ كونغ وضفاف بحر الصين، هي واحدة من المدن الرئيسية التي تعتبرها الصين قبلة للتجارة العالمية وميداناً للانفتاح الاقتصادي منذ عقود طويلة. وتتخذ "هواوي" من هذه المدينة مقراً لها حيث تستضيف ما يشبه المكوّنات الرئيسية التي تشكل مجتمعة "عقل" "هواوي" ومعظم مرافقها الحيوية التي تستند إلى عشرات آلاف الموظفين.
ويأتي افتتاح هذا المركز الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم، استكمالاً لسياسة الأبواب المفتوحة التي اعتبرها رئيس مجلس الإدارة الدوري لشركة "هواوي" كين هو خلال إطلاق المركز اليوم، مساراً أساسياً "للتعاون الدولي وبناء القدرات المشتركة بين جميع الأطراف" لتعزيز الحوكمة وضمان الشفافية في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا. و"مركز الشفافية العالمي للأمن السيبراني" الذي أطلقته "هواوي" في دونغ غوان بالتزامن مع كشفها عن وثيقة "المبادئ الأساسية لأمن المنتجات" المتعلّقة بجوانب الأمن الرقمي الخاصة، ليس ظاهرة جديدة في ثقافة الشركة، إذ إنه ينضم إلى مجموعة مراكز مماثلة سبق افتتاحها حول العالم وتحديداً في المملكة المتحدة وكندا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا وبلجيكا.
المهمة الأساسية لهذا النوع من المراكز هو إجراء التحقق الأمني واختبار برمجيات وأجهزة "هواوي" والمستندات الفنية وتجهيزات الاختبارات والدعم الفني. لكن دوره أكبر من ذلك بكثير، إذ إنه يشكّل مدماكاً جديداً في بُنيان جسر التعاون الرقمي الدولي، الذي بدأت "هواوي" ببنائه منذ تأسيسها في العام 1987.